معاني الأرقام في القرآن الكريم

هل الاعداد والارقام المعروفه والمستخدمة لها دلالات ومعاني وتأثيرات أخرى؟

ان الارقام وتكرارها لها فائده من حيث الاستفادة من التكرار ومن معنى الرقم نفسه في تحقيق هدف مرجو ولتكامل العمل المطلوب وضمان التحقق

وللاسف انتبه لهذه النقطه السحره والدجالين في الاستعانه بالتكرارات والارقام المحققه لاهدافهم الخبيثه واغفلها الكثير من أهل الحق والخير أو غفلوا عنها مع وجود أصل لها في الكتاب والسنه والعمل الصالح

سنعرض هنا بعض معاني الارقام ودلالاتها في الكتاب والسنه ويمكن الاستعانه بها لاغراض مشابهه

معنى الرقم واحد في القرآن

الرقم واحد هو ما اختص به الله تعالى من الوحدانيه والالوهيه والتمجيد والتعظيم والكمال لقوله تعالى :” قل هو الله أحد” وهو يرمز للدخول في الوحدانيه هي شرط في الاسلام وعند الدخول يتم تقديم رجل واحده وفتح باب واحد والولوج من مدخل واحد

وهو يرمز للقوة والوحدانيه والعظمه والشدة

ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة

بمعنى يصبوا كل قوتهم وبأسهم عليكم فوصفها بالواحدة لقوتها وشدتها

قل هو الله أحد فوصف نفسه به للدلاله على القوة والشدة والتي هي لا متناهيه في حقة ولا يشبهه بها أحد

وأهم خاصية للرقم واحد هو انه لا تكرار له فلو تكرر انتقل الى الرقم اثنان لذلك الله تعالى واحد ليس له شريك وليس كمثلة شيء

معنى الرقم اثنان في القرآن الكريم

الرقم اثنان هو سر الخلق للمخلوقات وهو الزوجية التي بنى عليها الله تعالى خلق الكون وفيه سر التكاثر والنماء والاستمرار للنوع الواحد ويرمز للتكامل والاستمراريه والحياه والتكاثر والبقاء بالنسبه للمخلوقات لقوله تعالى

وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ

الازدواجيه في الكون هي اصل من اصول الحياة والخلق والتكوين وهي في كل ما تقع عليه اعيننا من جمادات وأحياء وطاقة

ما الفائدة من تكرار الرقم اثنان ؟

الفائد من تكراره هي التكامل والعطاء والازدهار واللذه والاشباع المؤدي الى الكمال

{فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع}

فأقل من اثنين لا تتحقق اللذة وهي من مقاصد الزواج

فكل من تزوج بواحده تحققت له لذه ناقصه التي أقل كمالها هو اثنان

فالله جعل كمال الزواج في زوجتين وليس واحده

فقضاهن سبع سماوات في يومين

جعلها يومين ليخبر انه حقق الازدواجيه في خلق السماوات ايضا

يمكن تكرارة على العديد من الاشياء ورؤية النتائج

معنى الرقم ثلاثة في القرآن الكريم

الرقم ثلاثة يدل على الثبات

( فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة )

لتثبيت الكفاره وهو اقل الثبات فأقل من ذلك لا يكون ثباتا للحق

لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة

فقد ثبت كفرهم بشريعة التثليث

وكنتم أزواجا ثلاثة

ثبات الازواج الثلاثه والاصناف الثلاثه الذين لا اقل من ذلك ولا أكثر

وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ

فهو لثبات طهارة الرحم بشكل قاطع

قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا

لتثبيت صيامك عن الكلام عليك بتكرارة ثلاثة ايام

فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ

لم يقبل اقل من ثلاثه لتثبيت فعل الكفاره لحلف اليمين

فلو اسقط معنى الثبات للرقم ثلاثة على كل شيء ستجده يصلح لذلك ويندرج عليه ويمنح تكراره في الفعل الثبات الذي لا يقبل اقل منه

فارجل الطاوله اقل ما تثبت به هو ثلاثه

او المقعد و غيرها

من الاشياء والافعال

يعطيها الرقم ثلاثة الثبات اللازم في حقه بها

ومضاعقاته كذلك تنتج نفس التاثير فالرقم ثلاثين وثلاثمئه كذلك من مضاعفاته

ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا

فالثلاثمئه لتثبيت حصول المعجزه الخاصه بهم وهي البقاء على قيد الحياه بدون طعام ولا شراب بما يضمن التثبيت في حقهم وحق المعجزه

والرقم تسعه سيرد ذكره لاحقا في معنى الرقم تسعه حيث انه يرمز للخروج

معنى الرقم اربعة في القرآن الكريم

الرقم أربعه من الارقام التضاديه والذي يجمع الشيء وضده بحيث يكون كل المتضادين والمتعاكسين لديه

بمعنى ان العناصر الكونيه المتضاده والمتعاكسه والمخالفه لبعضها البعض اجتمعت في الرقم أربعة

وهي الماء والهواء والنار والتراب

وكذلك قولة تعالى

{لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء}

فلم يقبل اقل من اربعة شهداء ليجمع جميع المتضادين والمتخالفين على رأي واحد فعند اجتماع كل المتضادات والمتعاكسات والمتنافرات على رؤية جريمة الزنا وجب العقاب فاختار الرقم أربعة ليضم في صفوف الشهود كل المتضادات فلو وجد المشكك والمنكر واضدادهما لاجتمع لدينا اربعة شهود كل منهم قد يمثل توجه لا يمثله الاخر

{وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام}

جميع انواع الاقوات والاطعمه المتضاده والمتنافره والمتعاكسه قد يكون خصص نوعا لكل يوم او جعل ذلك في جميع الاربعة ايام

{والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا}

فالاربعة اشهر هي للاحاطه بكل جوانب الحدث وهو موت الزوج ولتجمع كافة المتناقضات من ناحية المشاعر ومن ناحية طبيعة الجسد وحالته التركيبيه والنفسيه والروحيه والقلبيه

فعند وصولها لدرجة الاحاطه التامه لكل جوانب الحدث وجمعت المتناقضات في ذلك من حزن وفراق واضدادهما نتج عن ذلك مدة العدة اللازمه ان تعتدها

والرقم عشرة سيرد ذكره لاحقا وهو يرمز للمثاليه التي لا يرمز لها الرقم اربعه فهي تحصلت على الاحاطه ومن ثم تحصلت على المثاليه والتمام لكل المتناقضات التي احاطت بها بالرقم عشرة

إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم 

للاحاطة جعلها أربعة حرم فأحاطت بكل ما يريد تحريمه

مالفائدة المتحصله من تكرار الرقم أربعه في الفعل والقول ؟

ما دام الرقم يجمع المتناقضات فهو يستعمل للاحاطه

فالجهات الاربعه احاطت بالارض كافه

والفصول الاربعه احاطت بكل حالات الجو في السنه

معنى الرقم خمسة في القرآن الكريم

الرقم خمسة هو الشكر والعرفان والتوازن بين الماديه والروحيه العلويه الالهيه

فالمناسك هي خمس لتحقيق التوازن بين الجزء المادي من الحج والروحي الالهي الرباني

والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين

فالايمان الاربعة الاولى لنفي الفعل المادي منها والاحاطة به كاملا

واليمين الخامس هو رباني الهي اختص بغصب الاله والخالق عليها

او عليه في حالة التلاعن

فتحصل التوازن عند تحقق الايمان الخمسه بين الفعل المادي والذي نفت الاحاطه به باربعة مرات وكانت المرة الخامسه الهيه ربانيه علوية

( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه )

لتحقيق التوازن والقسمة العادله في توزيع الغنيمه وجعل الخمس يختص به لينتج توازن توزيع الغنائم وهو الجزء الرباني العلوي الالهي

ونصف العشرة فلو علقنا مسطرة من عشرة اجزاء متساوية لما توازنت الا عند الرقم خمسه وهو المنتصف والباعث للعلو والتوازن

{هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين}

فهم الخمسة الالف المحققين للتوازن في معركة الخير والشر التي لا بد ان يكون فيها طرف مادي أرضي وطرف الهي رباني لذلك ارسل الملائكه بمضاعفات الرقم خمسة

ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة

ذكر الرقم خمسة في الاية السابقه كعدد تسلسلي ولا يقصد به خواصة العلوية الالهيه وتحقيق التوازن في الموضع السابق

ما فائدة التكرار لخمس مرات ؟

تكرار الرقم خمسة كما أوردت الايات ينتج التوازن التام وحبذا لو كان الخامس يختص بالعلو والفوقيه

فلو صعنت منضدة ولها اربعة ارجل وجعلت الخامس تجميع الاربعه بالتساوي وترطبها من الاعلى تحقق التوازن التام

اذا أردنا تحقيق التوازن

بعض الابراج التي صنعها البشر هي باربعة ارجل والطرف الخامس يختص بالعلو وهذه ملاحظه مهمه قد تجد لها تفسيرا هنا

كذلك الصلوات الخمس هي توازن خمس لتحقيق التوازن الجسدي والروحي الالهي الرباني

معنى الرقم ستة في القرآن والاسلام

الرقم ستة هو الضر والنفع والخير والشر

لانتاج الضرر والنفع ولانتاج الخير والشر معنا يلزمنا الرقم سته

لتحقيق التلاقي والتواجد لكل من الخير والشر والضرر والنفع

{إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام}

اختار الرقم ستة ليخبرك انه جعل النفع والضرر بكمالهما في السماوات والأرض

{فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا}

فاختار مضاعفات السته وهم ستين ومنهم الصالح ومنهم الطالح وتجمعهم صفة المسكين فقط فلم يشترط الصلاح في الستين مسكينا

وهنا الستين شملت خيرهم وشرهم ولا يقصد هنا البحث في شؤون الستين مسكينا فهو امر رباني يختص به الله تعالى

فلا نعلم نحن من الصالح ومن الطالح ولكن نقوم بتحقيق الرقم فقط

ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة

وهنا أيضا لم يذكر الرقم ستة برمزيته وخصائص وانما كعدد تسلسلي رقمي زيادة على الخمسة

معنى الرقم سبعة في القرىن الكريم

الرقم سبعة هو رقم الاستجابه في القرآن والاسلام

(استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم)

وهنا المقصود به محمد صلى الله عليه وسلم

ان استغفرت لهم سبعين مره واستخدمت رقم الاستجابة الذي خصصته لذلك واستجيب به مع هذا لن اغفر لهم وهنا عطل الله تعالى ناموس من نواميس الكون وخاصية لخصائص هذا الرقم من شدة غضبه وسخطه على الكافرين والمنافقين المذكورين في الأية الكريمه

فالاستجابة الدعاء علينا بتكرار الرقم سبعه واستخدام مضاعفاته مثل سبعين

او سبع مرات على الاقل لتحقيق الاستجابه من الله تعالى

وحتى يمكن استخدام هذا التكرار لتحقيق الاستجابه من البشر ايضا فخاصيته التي وضعها الله فيه لتحقيق الاستجابه وهو من الارقام المفضله له سبحانه وتعالى

واختاره ليكون سبع سماوات

( الله الذي خلق سبع سماوات )

ليخبرك انهن مستجيبات لاوامره وكذلك الاراضين السبع

ولا يخرج عن امره وطاعته اية سماء او اية ارض

( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ )

ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم )

فمنحهن الرقم سبعة دليل الطاعة والاستجابه

معنى الرقم ثمانيه في القرآن الكريم

الرقم ثمانيه يدل على تحقق القوة

وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا ۚ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ

واختار الرقم او التكرار ثمانيه ليدل على قوتهم التي تكفي لحمل العرش الهائل الذي هو ابعد من تصوراتنا وتخيلاتنا

فأقل من ثمانيه لا تتحقق القوة اللازمه لحمل العرش

( ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين )

قد يكون المقصود في الاية ثمانية سلالات وراثية لتنتج قوة في النسل والله اعلم

الفائدة من استخدام الرقم ثمانيه هو انتاج القوة فالتدريب على تكراره لمن اراد القوة سيجد نتائج في ذلك والله تعالى اعلى وأعلم

معنى الرقم تسعه في القرآن الكريم وفي الاسلام

اتاه تسع ايات ليحقق الخروج ببني اسرائيل ولتغيير حالهم من العبوديه والاسر الى الحريه والسيادة (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات)

الرقم تسعه يفيد وينتج الخروج لتغير الحال الى حال جديدة بتمامه وتحققة الكامل

{وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون}

هؤلاء التسعه هم خروجوا بعددهم تسعة وتغيرت حالهم من الخير الى خالة الشر بتحقق تكرارهم تسعه

وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا

فائدة التسعه للخروج من حالتهم هذه وتغير حالهم الى حال أخر لزمهم هذا التكرار

واختار الله تعالى مضاعفات هذا الرقم ليختص به اسماؤه وصفاته الحسني ليدلل على خروج الاسماء والصفات من اي معنى قد يرد في ذهنك عنها لانه معنى بشري ناقص والاسماء والصفات هي معاني الهيه لا يمكن تصورها فهي دائمة الخروج من اي معنى او حال قد تلزمها فيه ولكن يلزمك ان تعرف ما تختص به وليس ما تحيط به فالرحمن اختصت بالرحمه ولا نعلم كل وجميع رحمته وعليم اختصت بالعلم ولا نعلم جوانب علمه

كل ما خطر ببالك فالله خلاف ذلك فهي تسع وتسعون اسم متناهيه في الخروج من كل معنى قد تلزمها فيه

معنى الرقم عشرة في القرآن

﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةًۦۚ﴾

فعند ذكرة الرقم عشرة ذكر التمام والمثاليه وهو معنى وفائدة الرقم عشرة تحصل التمام والمثاليه في كل شيء وهو في الاساس الرقم واحد ولكن تم تقسيمه او مضاعفته لذلك لا ينفي صفة الكمال والوحدانيه لله تعالى كونه واحدا

السبت، 20 أيار 2023 (غرينتش+٣)


Posted

in

by

Tags:

Comments

Leave a Reply